حوار 1

كتبها : ارحل يامجوّعنا في الاثنين، 6 ديسمبر 2010 | 0 التعليقات


هذه هي قصة إحدى أسر الشعب المصري الجوعان

” مش عارفه أعمل معاش ”
كان هذا أول ما قالته صباح صبري صاحبة 36 عامًا ، توفى زوجها منذ عامين منذ ذلك الوقت وهي تسعى لاستخراج المعاش حتى تستطيع أن تنفق على أبنائها الثلاثة .
” دوخوني السبع دوخات ، روحت للتأمينات قالولي روحي الجوازات ، روحتها قالولي روحي المحكمة ، وفي المحكمة قالولي روحي مركز المحافظة ، وهناك رجعوني التأمينات تاني ، محدش بيقولي أعمل إيه ولا أروح فين ” قال كلماتها وتكاد الدموع تنزل من عينيها ، والمضحك في الأمر أنهم طلبوا منها أن تذهب للجوازات وزوجها لم يسافر يوما الى أي بلد ! ولكنه النظام !!!!!

تعيش صباح على الجنيهات التي تأخذها من مسح السلالم ومعونات بعض أهل الخير ، حيث يصبح أكبر دخل يمكن أن تحصل عليه في الشهر هو 140 جنيهًا ، يجب أن تكفيها هي وأولاها الثلاثة .

أما عن السكن الذي تحيا فيه وهو الشيء الوحيد الذي تركه لها زوجها فهو حجرة وصاله مفروشة بأبسط الأثاثات ، والصالة هي مكان نوم أطفالها .

 علمت أن أكبر أبنائها والذي لم يتجاوز العاشرة من عمره يعمل في ورشه ، وأنها لا تفكر في تعليمه ولا باقي أطفالها بسبب أطفالها بالطبع _ بالرغم من مجانية التعليم !! …

نظرت إلى أطفالها ، رائد صاحب العشرة  أعوام ، سماح التي ترتسم على وجهها سبع سنوات ولكن ما أصعبهم على طفلة في مثل عمرها ، ومحمد ذو الأربعة أعوام والذي يملأ البيت برائه بنظراته البرية.

تساءلت ما ذنبهم ؟؟

هل لأنهم أيتام ، ولأن والدهم لم يكن صاحب أملاك ولا جاه ؟؟


عدت إلى صباح وسألتها عن أكبر وجبه يمكن أن تأكلها ردت ” أجنحه فراخ ، لسه وكلنها النهارده ” كانت تتحدث كأنها أكلت خروف مثلاً ، فهي وجبتهم المميزة ، فمن المستحيل أن تشتري اللحم بالطبع بسبب سعره الخيالي ، وأن الفراخ علا سعرها أيضا …”

وحتى الطماطم سعرها غلا ، مش بنجبها ، بشتري بتنجان و طعمية وبناكل ، الحمد لله “

أنهيت معها الكلام بأمنيتها ،

وهي أن تستخرج المعاش …. والذي هو حقيقة حق لها لكنه الروتين العقيم.!!



يمكنكم متابعة حواراتنا من هنا