حوار 1
هذه هي قصة إحدى أسر الشعب المصري الجوعان
” مش عارفه أعمل معاش ”
كان هذا أول ما قالته صباح صبري صاحبة 36 عامًا ، توفى زوجها منذ عامين منذ ذلك الوقت وهي تسعى لاستخراج المعاش حتى تستطيع أن تنفق على أبنائها الثلاثة .
” دوخوني السبع دوخات ، روحت للتأمينات قالولي روحي الجوازات ، روحتها قالولي روحي المحكمة ، وفي المحكمة قالولي روحي مركز المحافظة ، وهناك رجعوني التأمينات تاني ، محدش بيقولي أعمل إيه ولا أروح فين ” قال كلماتها وتكاد الدموع تنزل من عينيها ، والمضحك في الأمر أنهم طلبوا منها أن تذهب للجوازات وزوجها لم يسافر يوما الى أي بلد ! ولكنه النظام !!!!!
تعيش صباح على الجنيهات التي تأخذها من مسح السلالم ومعونات بعض أهل الخير ، حيث يصبح أكبر دخل يمكن أن تحصل عليه في الشهر هو 140 جنيهًا ، يجب أن تكفيها هي وأولاها الثلاثة .
أما عن السكن الذي تحيا فيه وهو الشيء الوحيد الذي تركه لها زوجها فهو حجرة وصاله مفروشة بأبسط الأثاثات ، والصالة هي مكان نوم أطفالها .
علمت أن أكبر أبنائها والذي لم يتجاوز العاشرة من عمره يعمل في ورشه ، وأنها لا تفكر في تعليمه ولا باقي أطفالها بسبب أطفالها بالطبع _ بالرغم من مجانية التعليم !! …
نظرت إلى أطفالها ، رائد صاحب العشرة أعوام ، سماح التي ترتسم على وجهها سبع سنوات ولكن ما أصعبهم على طفلة في مثل عمرها ، ومحمد ذو الأربعة أعوام والذي يملأ البيت برائه بنظراته البرية.
تساءلت ما ذنبهم ؟؟
هل لأنهم أيتام ، ولأن والدهم لم يكن صاحب أملاك ولا جاه ؟؟
عدت إلى صباح وسألتها عن أكبر وجبه يمكن أن تأكلها ردت ” أجنحه فراخ ، لسه وكلنها النهارده ” كانت تتحدث كأنها أكلت خروف مثلاً ، فهي وجبتهم المميزة ، فمن المستحيل أن تشتري اللحم بالطبع بسبب سعره الخيالي ، وأن الفراخ علا سعرها أيضا …”
وحتى الطماطم سعرها غلا ، مش بنجبها ، بشتري بتنجان و طعمية وبناكل ، الحمد لله “
أنهيت معها الكلام بأمنيتها ،
وهي أن تستخرج المعاش …. والذي هو حقيقة حق لها لكنه الروتين العقيم.!!
يمكنكم متابعة حواراتنا من هنا